انت الأن تُحب جسمك أكثر، بمزيد من التفاصيل أضفتها على علمك في مقدمة في التشريح، تخاطبه بوضوح أكثر، تعلم جيداً أي عضلة تخاطب ولأي عصب تنسج العتاب، تعرف سبب كثيرٍ مما ربطه غيرنا "بالنفسية"، تعيها جيداً بعد اللاب الذي لا أدري لم قال الجميع "حضروا حالكم لصدمة أول لاب" أي صدمةٍ أعزتي؟ فالجثة كادت تكون طالباً منا قد تم قبوله متأخراً لا رهبةً منه إنّما ترحيب بالانضمام لأعزهم، نحنُ، شكرنا الجزيل لكل من كان ضحيةً قد أرسلت لطلبة العلم بعد حين.
ورفيق فصلنا المنقضي، عرّابه كما يقال "الغالي" ولو أبى من يكرهه د.ماهر الحديدي، يُناسبنا جداً حيثُ نحنُ أناسُ مندفعين أكثر من المطلوب ربما وعاطفتنا حاكمةٌ في كثير من الأحوال فهذا الانسان بعظيم الحب في داخله لا يبخلُ به على أحد، أدام الله عليه ذلك ليرسم الابتسامة على وجوهٍ تعبةٍ صباحاً
... وأنت بعد مقدمة في الفسيولوجي لك في قاموسك إضافات للهرمونات والأيونات وفهمٌ لمزاجك وأثره، أنت تعي كيفية الوصول لتفسيرٍ أكثر صحةٍ يليق بطالب يدرس هذا العلم، وبعد، تلك العضوية المشؤومة مادةً مجبرين بها يستمتع مدرسيها بنوعية الطلاب التي يلقنونها وبدنو علامة لشخصٍ ينظر له الجميع كالأفضل غالباً، هنا أنت قد أعددت مائدةً سبق وأعددتها من قبل، لكن الحُضور هنا مختلف وأنت "شيف" متقدم يُنتظر منك قالباً جديداً ألذ مما سبق، أما بعد تلك المهارات الحاسوبية لا أدري إن كنا قد ننتفع بها لكننا جميعاً نيقن أثرها الجميل على تلك الــ4 ، وأمّا المواد الإختيارية "يا بعدي" ، سلسلةٌ ستنتهي بلا شك إلّا أنّها قد تمتحنُ تعلقك بمساحةٍ تستعرضُ بها الشمسُ أشعتها، فتشتُ بك بعيداً "غالباً" عن كُشك وكفتيريا -لربما أسوأ كفتيريا قد رأتها عينا الواحد منّا- لكنها حيزٌ لا بد من وقفةٍ به تريحُ الضمير، وأمّا الكُليّة العزيزة،فالانتماءُ لها سريعٌ وإجباري رُغم سقفٍ وبنيةٍ تستنجد الترميم أو الهدم، هي وطنٌ يحميك بدفئه في الشتاء مع مشروبٍ ساخنٍ في صباحٍ ذا سماء بيضاء، وفي ظله الداخلي "مكيّف" يحميك صيفاً من كُل الخارج الحار.
وبعضٌ من أيامنا خلال هذا الفصل...
رحيلُ روحٍ عزيزةٍ من بيننا؛ الفقيد(ليث المهيرات)، ذلك لا شك حدثٌ جلي يستحق الذكر لنحمدَ الله على وجود البقية ولنحرص على حُسن علاقة الواحد منا بالآخر، ولتكن الأرواحُ التي في جوفنا أعز من أن تحقد أو تكره، مخلوقةٌ هي للطيبة للحب للإحسان ليست تقبل بسوادٍ عميق مع قصر الآجال جملةً، فرحمةُ الله تغمد روحه، وليس الذكر للحزن إنّما لتكون حكمةُ الله جليةً ندركها جيداً.
أمسية شعرية شارك بها شعراءٌ منّا أثبتوا وجودهم بجميل وزنِ مناظرةٍ أُلقيت على مسامعنا، ونشاط "البحث عن الكنز" متميزٌ كبدايةً ومتقنٌ جداً عسى أن يقدرنا الله على مزيد مما يجدد الرفاهية بقوالب متعددة، ونشاط "بسمة أمل" لبضع ساعات مع الأيتام...أول رِحلة للدفعة فيه قد تمت، تجربةٌ لا بد لها من بدايةٍ للتتطور وتكون دائماً أفضل مما نتوقع، تشد الأواصر وتزيدها عبقاً حينما نُحاصَر بغيرِ أسوار العلم. كُل فردٍ هُنا عليه أن يدرك مكانته جيداً وثقل وزنه في المجموع الكبير، فكونوا كالجسد الواحد ما استطعتم أحبتي.
أنتم اليوم أنضجُ بأيام زدتموها في رزنامتكم طويلة الأمد بإذنه تعالى، وإنّي لأتمنى الخير لكل فردٍ كما أتمناه لنفسي، فحب الخير إنما أن يعم أو لا يكون، رغم أنني كما أسلفت أيضاً لا أشعرُ جداً بأنّي خلقت لأدرس ما درست –حتى الآن- إلّا أنه هُنا الوطن المُراد، فالجوع في وطني حقٌ وخيرٌ من بطر في أوطانٍ لربما لا أرتاح لعائلتها.
الشُكر الجزيل لكل من يستحقة لأبسط الجهود المبذولة حتى أعظمها ...
أخواتي وأخواني، جميعاً أُحبنا وأحترمنا جداً، لأننا طبيعيون بالجد والهزل والعائلة والوحدة والاختلاف والتقدم والتراجع، طبيعيّون حد الشك، فالطبيعة المرجوة غالباً ما يُشك بصحة وجودها، لشدّة تناغمُنا معها. فهنيئاً لكل من حصد من هذا الوطن رفقةً حسنةً...
أدام الله عليكم طبيعتكم الخُرافية حد الشك، وبارك الله لكم في نهاية هذا الفصل وكتب لكم الأفضل فيما بعده.
خرافيون 3
بقلم رغد العرامين